معظم الآباء يقومون دون أن يشعروا باستنفار العناد الموجود داخل كل إنسان ولا سيما الشاب المراهق؛ كل هذا من خلال عدم تقبل ورفض طبيعة وفكر وآراء المراهق وكذلك من خلال النقد اللاذع والتوبيخ لكل صغيرة وكبيرة يقومون بها.
ورد الفعل الطبيعى من هؤلاء الراهقين هو التمرد والنفور والعناد ومحاولة اظهار شخصيته ولفت انتباه المحيطين به، والأهم من ذلك هو ابتعاد المراهق عن دفئ وحنان الأسرة ومحاولة الهروب النفسى من هذا الجو المشحون بالكآبة والتسلط -من وجهة نظره- إلى جو آخر ملئ بالتكافئ والإحتواء ، ومن هنا تبرز دور الشلة التى يلجأ إليهم للفضفضة معهم واتخاذهم البديل الذين يقومون بنصحه وتوعيته.
وإليكي أيتها الأم وأيها الأب روشتة للتعامل مع ابنك أو بنتك التى تكون فى سنة المراهقه
ففى هذا المقال نحاول وضع النقط على الحروف من خلال وضع الخطوط العريضة التى تحدد العلاقة بين الآباء وأبناءهم المراهقين.
فن التعامل مع المراهقين
1- الثقة
هذه هى اللبنة الأولى فى إيجاد علاقة سليمة وسوية بين الآباء وأبنائهم المراهقين- فيجب على الآباء أن يعاملوا جميع أبناءها بثقة ، وهنا لا نقول أنه يجب أن تعاملوهم بمستوى واحد من الثقة لان هناك من الأبناء متهورون لا يحسنون التصرف ويتصرفون بتخبط وعشوائية ومنهم العاقل الحريص فى كل أمر يتناوله الذى يحسن التصرف فى الأمور ويتصرف بعقلانية وحكمة؛ فبالتالى العاقل مهما كان سنه يعامل بثقة عالية والمتهمور نعامله بثقة مشوبة بالحذر والتنبه لتصرفاته.
- وأمر لآخر يجب أن تشعروا أبناءكم المراهقين بهذه الثقة، وبالتالى هذا الإبن لما يرى هذه الثقة سيسعى جاهداً حتى يظل عند حسن ظنكم ولا يفقد هذه الثقة أبداً.
٢- الإحترام
عاملوا ابناءكم باحترام يعاملوكم باحترام.- قاعدة سهلة وبسيطة ومريحة، كلما عاملتي ابنكي باحترام بادلكي هو الآخر هذا الشعور ( وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان )، وكذلك علميه أن يحترم الجميع فى بيته وأسرته ومجتمعه الذى يعيش فيه، ولكن لا يكون التعليم مجرد كلام فقط ولكن ابدأوا بأنفسكم عاملوا الناس باحترام أمامهم حتى يتعلموا منكم ويقلدوكم.
3- المسئولية
الأم دائما ما ترى ابنها صغيراً ولو شاب شعره- وحقيقة الأمر ليست كذلك، فهذا الطفل المدلل أصبح الآن فى طور الشباب والمراهقة وهويدرك تماماً أنه كبر بما يكفى لتحمل مسؤلية نفسه ، ولذلك كونى ذكية فى هذا الأمر اجعليه يتحمل مسؤلية جزئية ولو أن يتحمل مسؤلية نفسه، وتابعيه واسأليه باستمرار عن تصرفه وكونى له مشجعة ولا تحبطيه، فهو بذلك يفرح بثقتك فيه ومن اناحية أخرى يتعلم من خلا الإحتكاك بالناس ومن خلال توجيهاتك.
4- التواصل
- كلما كان هناك تواصل بينك وبين ابنك الذى هو فى سن المراهقة وكلما كانت العلاقة جيدة كلما كان القدرة على التأثير فى المراهق أسهل وكلما كان توجيهه أيسر.
- واجعلى دائماً بينك وبين أبناءك جسر من التواصل، جلسات فيها مناقشات ونشاطات مختلفة حكايات من الذكريات... ، باختصار اجعلى نفسك طرفاً فى حياة ابنك يتكلم معك فى الأمور الخاصة به ولا يجد حرج، واجعلى نفسك الحضن الدافئ الذى يشكو له من آلامه ويشاركه أفراحه ومباهجه ليس مجرد أب أو أم يتلقى منهم أوامر وانتقادات فقط.
5- الخصوصية
لا تحاولى أن تحشرى أنفك عنوة فى حياة أبناءك المراهقين بحجة أنك أمهم أو أنك أباهم.- كلام لاذع! ولكن هو حقيقة يقع فيها الكثير من الأمهات والأباء، وهذا تصرف خاطئ ، اجعلى بينك وبين إبنك مسافة إن قطعها هو فبختياره وإن أبقى عليها فهو حر ، اجعلى له مساحة من الخصوصية يجلس وحده أو يستمع إلى موسيقى معينة ربما لا تعجبك أو يلبس ملابس ربما لا تريها مناسبة له ولكنه يري عكس ذلك، احترمى خصوصيته وتقبلى ذلك بصدر رحب .
6- الحدود والقواعد
- إن من أكثر المشاكل التى تخلق صراع بين الأبناء والآباء ، هو وجود قواعد غاشمة أو عدم وضوح القواعد والحدود، يجب عليكي أن تكونى واضحة فى وضع وصياغة القواعد بحيث يستطيه المراهق فهمها وتطبيقها .
- القواعد مثل: حدود السهر بالخارج، أسلوب التعامل مع الأشخاص، حدود مسؤليته الشخصية ....
7- الصداقة
- الصداقة شئ حتمى فى حياة كل مراهق، فيجب عليكى أن تربى أبناءك منذ صغرهم على الإستقلال وتحمل المسؤلية وحسن التصرف حتى تكون هذه الصداقة بناءة تساعد فى بناء شخصية إبنك المراهق وتثرى وقته وعقله.
8- تأثير الآخرين
حقيقة مؤلمة أنك إن أهملت فى تربية ابنك؛ سيربيه الشارع والانترنت والمدرسة والتلفزيون وأصدقاءه...- ولا تضمنى أن تكون هذه التربية سليمة سويه وخصوصاً فى هذا الزمن الذى طغت فيه المادية على الروحانية وطغت فى السوء على الخير، لا نقصد أن تحبسى ابنك عن العالم الخارجى ولكن كونى مأثرة فى حياته وضعى له الخطوط العريضة التى يتعامل بها مع المؤثرات الخارجية التى ستؤثر فيه حتماً شئت أم أبيت.
9- التغير
- تتميز هذه الفترة - فترة المراهقة - بالتخبط ومحاول التجريب فى كل شئ ، ربما تجدى ابنك يأتيك كل يوم بفكرة جديدة أو أمر ما يريد أن يتعلمه، ولا تشعرى بالقلق فهو يشعر بأنه يكبر ويرى أموراً كثيراً يريد أن يحقق ذاته.
- ربما تجديه يقول لكى: أريد أن اتعلم الرسم، وغداً يرى آلة موسيقية معينة فتعجبه ويريد أن يتعلمها ، وبعد غد يرى شيئاً آخر وهكذا، كل ما عليك فعله هو مجاراته ونصحه والوقوف بجانبه فى اختيار الأنسب له.
10- المساندة
- هناك فرق بين التسلط والتحكم وبين المساندة والمساعدة، دائماً إذا جاء لكي ابنك يستشرك فى أمر ما شيرى عليه ولكن لا تجبريه أن ينفذ رأيك كاملاً ، اتركي له الحرية فى التصرف، واجعليه يشعر أنك سنداً له تخافى عليه وتنصحية بحب وحنان.
0 تعليق على موضوع : فن التعامل مع المراهقين
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات